فصل: سورة الناس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الناس:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الناس مقصودها الاعتصام بالإله الحق من شر الخلق الباطن، واسمها دال على ذلك لأن الإنسان مطبوع على الشر، وأكثر شره بالمكر والخداع، وأحسن من هذا أنها للاستعاذة من الشر الباطن المأنوس به المستروح إليه، فإن الوسسة لا تكون إلا بما يشتهي، والناس مشتق من الأنس، فإن أصله أناس، وهو أيضا اضطراب الباطن المشير إليه الاشتقاق من النوس، فطابق حينئذ الاسم المسمى، ومقصود هذه السورة معلول لمقصود الفقاتحة الذي هو المراقبة، وهي شاملة لجميع علوم القرآن التي هي مصادقة الله ومعاداة الشيطان ببراعة الختام وفذلكة النظام، كما أن الفاتحة شاملة لذلك لأنها براعة الاستهلال، ورعاية الجلال والجمال، فقد اتصل الآخر بالأول اتصال العلة بالمعلول، والدليل بالمدلول، والمثل بالممثول، والله المسئول في تيسير السؤل، وتحقيق المأمول، فإنه الجواد ذو الطول، وبه يستعان وعليه التكلان. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {قل أعوذ برب الناس}:

السّورة مَدَنِيّة.
وآياتها سبع عند المكِّيّين، والشَّاميّين، وستّ عند الباقين.
المختلف فيها آية: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ}.
وكلماتها عشرون.
وحروفها تسع وسبعون.
وفواصلها على السين.
وسمّيت سورة النَّاس؛ لتكرّره فيها خمس مرّات.

.معظم مقصود السّورة:

الاعتصام بحفظ الحقِّ- تعالى- وحياطته، والحذر والاحتراز من وَسْواس الشيطان، ومشن تعدّى الجنّ والإِنسان، في قوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة الناس:
78ء- مسألة:
قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} ما فائدة إثباتها في التلاوة مع عموم الحكم؟.
جوابه:
توجه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشريفا له وتخصيصا بمزيد الاعتناء بالمخاطبة، ومثله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} ونحو ذلك.
وأيضا: لو بُدئ بـ: (أَعُوذُ) لم يكن فيه من التنصيص على الأمر بها ما في قوله: (قل) لتطرق احتمال قصد الإخبار مع بعده.
479- مسألة:
قوله تعالى: {برب الناس} وهو رب كل شك فما وجه تخصيص الناس؟.
جوابه:
أن المستعاذ منه الوسوسة وهي مخصوصة بالناس، فناسب استغاثتهم لسيدهم، وتسميتهم لذلك.
480- مسألة:
قوله تعالى: {بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)} إلى آخر السورة. المستعان به في هذه ثلاث صفات، والمستعاذ منه شر واحد وهو: الوسوسة. وفى سورة الفلق: المستعاذ به بصفة واحدة، والمستعاذ منه أربعة أشياء؟.
جوابه:
أن البناء على المطلوب منه ينبغي أن يكون بقدر المسؤول. والمطلوب في (سورة الناس) سلامة الدين من الوسوسة القادحة فيه.
وفى {سورة الفلق} تتعلق بالنفس والبدن والمال وسلامة الدين أعظم وأهم، ومضرته أعظم من مضرة الدنيا.
481- مسألة:
قوله تعالى: {بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3)} بدأ ب {بِرَبِّ} ثم بـ: {مَلِكِ} ثم بـ: {إِلَهِ} ما حكمة هذا الترتيب؟ وما فائدة إعادة الناس ظاهرا مع إمكان ضميره؟.
جوابه:
أن الباري تعالى ربى الناس بنعمه أجنَّةً وأطفالا وشبابا، فقال: {رَبِّ النَّاسِ} فلما شبوا عرفوا أنهم عبيد لملك قاهر لهم، وهو الله سبحانه وتعالى، فقال: {مَلِكِ النَّاسِ}، فلما عرفوا وجوده وملكه سبحانه كلفوا بعبادته وأمره ونهيه وانفراده بالألوهية والعبادة، فقال: {إِلَهِ النَّاسِ} ف {رب}: أخص الثلاثة، لأنه يقال في الباري تعالى وفى غيره و{ملك}: أعم منه، وأخص من {إله}، لأنه يقال: ملك العراق ونحوه و{إله}: أعم الثلاثة، لأنه تعالى: ربهم، وملكهم، وإلههم، ولا يشاركه غيره في ذلك فحصل الترقى من صفة إلى صفة، لما في الوصف الثاني من التعظيم ما ليس في الأول، وفى الثالث ما ليس في الثاني.
وأما تكرار، {النَّاسِ}: فإما لمشابهة رؤوس الآى كغيرها من السور، أو لأن الأوصاف الثلاثة أتى بها عطف بيان كقولك: الفاروق أبو حفص عمر، لقصد البيان فكان التصريح بلفظ {الناس} أصرح في البيان من الضمائر.
وخص {الناس} بذلك: لأن غيرهم لا يدعى الربوبية، والملك، والألوهية فبين أنه إله من قد يوصف بذلك، فغيرهم أولى بأنه إلههم.
والله تعالى أعلم، وله الحمد والشكر. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

ومن المتشابه قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثمّ كرّر {النَّاسِ} خمس مرّات.
قيل: كرّر تبجيلًا لهم على ما سبق.
وقيل: كرّر لانفصال كلّ آية من الأُخرى بعدم حرف العطف.
وقيل: المراد بالأَوّل الأَطفال ومعنى الرّبوبيّة يدلّ عليه، وبالثَّانى الشُّبّان ولفظ المُلْك يدلّ عليه؛ لأَنَّه مُنبئ عن السّياسة- وبالثالث الشيوخ- ولفظ {إِله} المنبئ عن العبادة يدلّ عليه؛ وبالرابع الصّالحون والأَبرار- والشيطان مولع بإِغوائهم، وبالخامس المفسدون والأَشرار، وعَطْفه على المعوَّذ منهم يدل ّ عليه. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الناس:
تقدم عند تفسير أول سورة الفلق أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سورة الناس: {قل أعوذ برب الناس}.
وتقدم في سورة الفلق أنها وَسورة الناس تسميان (المعوذتين)، و(المشقشقتين) بتقديم الشينين على القافين، وتقدم أيضًا أن الزمخشري والقرطبي ذكر أنهما تسميان (المقشقشتين) بتقديم القافين على الشينين، وعنونها ابن عطية في (المحرر الوجيز) (سورة المعوذة الثانية) بإضافة (سورة) إلى (المعوذة) من إضافة الموصوف إلى الصفة، وعنونهما الترمذي (المعوذتين)، وعنونها البخاري في (صحيحه) (سورة قل أعوذ برب الناس).
وفي مصاحفنا القديمة والحديثة المغربية والمشرقية تسمية هذه السورة (سورة الناس) وكذلك أكثر كتب التفسير.
وهي مكية في قول الذين قالوا في سورة الفلق إنها مكية، ومدنية في قول الذين قالوا في سورة الفلق إنها مدنية. والصحيح أنهما نزلتا متعاقبتين، فالخلاف في أحداهما كالخلاف في الأخرى.
وقال في (الإِتقان): إن سبب نزولها قصة سِحر لبيد بن الأعصم، وأنها نزلت مع (سورة الفلق) وقد سبقه إلى ذلك القرطبي والواحدي، وقد علمتَ تزييفه في سورة الفلق.
وعلى الصحيح من أنها مكية فقد عُدت الحادية والعشرين من السور، نزلت عقب سورة الفلق وقبل سورة الإِخلاص.
وعدد آيها ست آيات، وذكر في (الإِتقان) قولا: إنها سبع آيات وليس مَعزُوًّا لأهل العدد.
أغراضها:
إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لأن يتعوذ بالله ربه من شر الوسواس الذي يحاول إفساد عمل النبي صلى الله عليه وسلم وإفساد إرشاده الناس ويلقي في نفوس الناس الإِعراض عن دعوته. وفي هذا الأمر إيماء إلى أن الله تعالى معيذه من ذلك فعاصمه في نفسه من تسلط وسوسة الوسواس عليه، ومتمم دعوته حتى تعمّ في الناس. ويتبع ذلك تعليم المسلمين التعوذ بذلك، فيكون لهم من هذا التعوذ ما هو حَظهم من قابلية التعرض إلى الوسواس، ومع السلامة منه بمقدار مراتبهم في الزلفى. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الناس:
مكية.
وآياتها ست آيات.
بين يدي السورة:
* سورة الناس مكية، وهي ثاني المعوذتين، وفيها الإستجارة والإحتماء برب العالمين، من شر أعدى الأعداء، إبليس وأعوانه من شياطين الإنس والجن، الذين يغوون الناس بأنواع الوسوسة والإغواء.
* وقد ختم الكتاب العزيز بالمعوذتين وبدئ بالفاتحة، ليجمع بين حسن البدء، وحسن الختم، وذلك غاية الحسن والجمال، لأن العبد يستعين بالله ويلتجئ إليه، من بداية الأمر إلى نهايته. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال الفراء:

سورة الناس:
{مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}
قوله عز وجل: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ...}.
إبليس يوسوس في صدر الإنسان، فإذا ذكر الله عز وجل خنس.
{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
قوله عز وجلّ: {يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ...}.
فالناس ها هنا قد وقعت على الجنة وعلى النسا كقولك: يوسوس في صدور الناس: جنتهم وناسهم، وقد قال بعض العرب وهو يحدّث: جاء قوم من الجن فوقفوا، فقيل: من أنتم؟ فقالوا: أناس من الجن وقد قال الله جل وعز: {أنّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنّ} فجعل النفر من الجن كما جعلهم من الناس، فقال جلّ وعز: {وأَنَّهُ كان رِجالٌ من الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ من الجنّ} فسمّى الرجال من الجن والإنس والله أعلم. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الناس:
{مَلِكِ النَّاسِ}
قال: {مَلِكِ النَّاسِ} تقول: (مَلِكٌ بَيِّنُ المُلْكِ) الميم مضمومة. وتقول: (مَالِكٌ بَيِّنُ المَلْكِ) و(المَِلْكِ) بفتح الميم وبكسرها، وزعموا ان ضم الميم لغة في هذا المعنى.
{إله النَّاسِ}
وقوله: {إله النَّاسِ} بدل من {مَلِكِ النَّاسِ} [2].
{مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
وقوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} يريد: (مِنْ شَرِّ الوَسْوَاسِ مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ). و{الجِنَّةُ} هم: الجِنّ. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة الناس:
4- و5- {الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ}: إبليس يوسوس في الصدور والقلوب، فإذا ذكر اللّه: خنس، أي أقصر وكفّ.
6- و{الْجِنَّة}: الجنّ.
قال أبو محمد: روي يزيد بن هارون السلميّ عن سعيد، قال قتادة: «كان إبليس ينظر إلى آدم، ويقول: لأمر ما خلقت!. ويدخل من فيه، ويخرج من دبره. فقال للملائكة: لا ترهبوا من هذا، فإن ربكم صمد، وهذا أجوف». والحمد للّه وحده. تم الكتاب بحمد اللّه تعالى واللّه تعالى أعلم. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة الناس:
1 {بِرَبِّ النَّاسِ} حافظهم وملكهم يملك أمرهم. وإلههم لا يحق لعبادتهم غيره.
4 {الْوَسْواسِ} حديث النّفس بالصّوت الخفي وهو الموسوس هنا، سمّي باسم المصدر.
{الْخَنَّاسِ} الشّيطان لأنّه يخنس عند ذكر اللّه.
تم كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن بحمد اللّه ومنه والصلاة على محمد وآله الطاهرين أجمعين وسلم تسليما كثيرا. اهـ.